فصل: الالمام بذكر زواوة من بطون كتامة.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الخبر عن بني ثابت أهل الجبل المطل على قسنطينة من بقايا كتامة.

ومن بطون كتامة وقبائلهم أهل الجبل المهول على القل ما بينه وبين قسنطينة المعروف برياسة أولاد ثابت بن حسن بن أبي بكر من بني تليلان ويقال إن أبا بكر هذا الجد هو الذي فرض المغرم على أهل هذا الجبل لأيام الموحدين ولم يكن قبل ذلك عليه مغرم فلما انقرض ملك صنهاجة وغلب الموحدون على أفريقية وفد أبو بكر هذا على الخليفة بمراكش ونجع بالطاعة والانقياد وتقرب إليه بفرض المغرم على قبيلة بالجبل وكان لثابت هذا من الولد علي وحسن وسلطان وإبراهيم كلهم راسوا بالجبل وأما حسن منهم فحجب السلطان أبا يحيى لأول دولته وفي عنيته ولابن عمر لدولة طرابلس أعوام إحدى عشر وسبعمائة كما نذكره فلما تملك السلطان بجاية وقتل ابن خلوف ورجع ابن عمر من تونس إلى حجابته وجد حسن بن ثابت معسكرا بفرحيرة لانقضاء مغارم الوطن فبعث إليه من قتله وكان آخرهم رئاسة بالجبل علي أدرك دولة بني مرين بأفريقية وولي بعده ابن عبد الرحمن ووفد على السلطان أبي عنان بفاس.
ولما استجد مولانا السلطان أبو العباس دولته بأفريقية استولى عليهم ومحا أثر مشيختهم ورياستهم وصيرهم من عداد جنده وحاشيته واستعمل في الجبل عماله وهو جبل مطاوع وجبايته مؤداة لصولته وجواره للعسكر بقسنطينة ومن بقايا كتامة أيضا قبائل أخرى بناحية تدلس في هضابة مكتنفة بها وهم في عداد القبائل الغارمة وبالمغرب الأقصى منهم قبيلة من بني سنس بجبل قبلة جبل يزناسن وقبيلة أخرى بناحية الهبط مجاورون لنصر بن عبد الكريم وقبائل أخرى بناحية مراكش نزلوا مع صنهاجة هنالك ونسب كتامة لهذا العهد بين القبائل المثل السائر في الدولة لما نكرتهم الدول من بعدهم أربعمائة سنة بانتحالهم الرافضة ومذاهبها الكفرية حتى صار كبيرهم من أهل نسبهم يفرون منه وينتسبون فيمن سواهم من القبائل فرارا من هجنته والعزة لله وحده.

.الالمام بذكر زواوة من بطون كتامة.

هذا البطن من أكبر بطون البربر ومواطنهم كما تراه محتفة ببجاية إلى تدلس في جبال شاهقة وأوعار متسنمة ولهم بطون وشعوب كثيرة ومواطنهم متصلة بمواطن كتامة هؤلاء وأكثر الناس جاهلون بنسبهم وعامة نسابة البربر على أنهم من بني سمكان يحيى بن ضريس وأنهم إخوة زواغة المحققون من النسابة مثل ابن حزم وأنظاره إنما يعدونهم في بطون كتامة وهو الأصوب والمواطن أوضح دليل عليه وإلا فأين مواطن زواغة؟ وهي طرابلس بالمغرب الأقصى من مواطن كتامة.
وإنما حمل على الغلط في نسبهم إلى كتامة تصحيف اسم زوازه بالزاي بعد الواو وهم إخوة زواغة بلا شك فصحف هذا القارىء الزاي بالواو فعد زواوة إخوان زواغة ثم استمر التصحيف جمعا في نسب سمكان والله أعلم وقد مر ذكرهم هنالك مع ذكر زواغة وتعديد بطونهم.

.الخبر عن صنهاجة من بطون البرانس وما كان لهم من الظهور والدول في بلاد المغرب والأندلس.

هذا القبيل من أوفر قبائل البربر وهو أكثر أهل الغرب لهذا العهد وما بعده لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط حتى لقد زعم كثير من الناس أنهم الثلث من أمم البربر وكان لهم في الردة ذكر وفي الخروج على الأمراء شأن تقدم منه في صدر ذكر البرابر ونذكر منه هنا ما تيسر وأما ذكر نسبهم فإنهم من ولد صنهاج وهو صناك بالصاد المشمة بالزاي والكاف القريبة من الجيم إلا أن العرب عربته وزادت فيه الهاء بين النون والألف فصار صنهاج وهو عند نسابة البربر من بطون البرانس من ولد برنس بن بر وذكر ابن الكلبي والطبري أنهم وكتامة جميعا من حمير كما تقدم في كتامة وفيما نقل الطبري في تاريخه أنهم صنهاج بن بر بن صوكان بن منصور بن الفند بن أفريقش بن قيس وبعض النسابة يزعم أنه صنهاج بن المثنى بن المنصور بن مصباح بن يحصب بن مالك بن عامر بن حمير الأصغر بن سبأ كذا نقل ابن النحوي من مؤرخي دولتهم وجعله ليحصب وقد مر ذكره في أنساب حمير وليس كما ذكر والله أعلم وأما المحققون من نسابة البربر فيقولون هو صنهاج بن عاميل بن زعزاع بن قيمتا بن سدور بن مولان بن مصلين بن يبرين بن مكسيلة بن دقيوس بن حلحال بن شرو بن مصرايم بن حام ويزعمون أن جزول واللمط وهسكور إخوة صنهاج وأن أمهم الأربعة بصكي وبها يعرفون وهي بنت زحيك بن مادغيس ويقال لها العرجاء فهذه القبائل الأربعة من القبائل أخوة لأم والله أعلم.
وأما بطون صنهاجة فكثيرة فمنهم بلكانة وأنجفة وشرطة ولمتونة ومسوقة وكدالة ومندلسة وبنو وارت وبنو يتين ومن بطون أنجفة بنو مزوات وبنو تثليب وفشتالة وملواقة هكذا يكاد نقل بعض نسابة البربر في كتبهم وذكر آخرون من مؤرخي البربر أن بطونهم تنتهي إلى سبعين بطنا وذكر ابن الكلبي والطبري أن بلادهم بالصحراء مسيرة ستة أشهر وكان أعظم قبائل صنهاجة بلكانة وفيهم كان الملك الأول وكانت مواطنهم ما بين المغرب الأوسط وأفريقية وهم أهل مدر ومواطن مسوقة ولمتونة وكدالة وشرطة بالصحراء وهم أهل وبر.
وأما أنجفة فبطونهم مفترقة وهم أكثر بطون صنهاجة ولصنهاجة ولاية لعلي بن أبي طالب كما أن لمغراوة ولاية لعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما إلا أنا لا نعرف سبب هذه الولاية ولا أصلها وكان من مشاهيرهم في الدولة الإسلامية ثابت بن وزريون ثار بأفريقية أيام السفاح عند انقراض الأموية وعبد الله بن سكرديرلك وعباد بن صادق من قواد حماد بن بلكين وسليمان بن مطعمان بن غيلان أيام باديس بن بلكين وبني حمدون وورا بني حماد وهو حمدون بن سليمان بن محمد بن علي بن علم منهم ميمون بن جبل ابن أخت طارق مولى عثمان بن عفان صاحب فتح الأندلس في آخرين يطول ذكرهم وكان الملك في صنهاجة في طبقتين الطبقة الأولى لملكانة ملوك أفريقية والأندلس والثانية مسوقة ولمتونة من الملثمين ملوك المغرب المسمون بالمرابطين ويأتي ذكرهم كلهم إن شاء الله تعالى والله أعلم.